الأحد، 22 ديسمبر 2013

كاهن الميلاد الاب اندراوس بحوث




هي كلمةُ تقديرٍ واحترامٍ لكاهنِ رعيةِ شفاعمرو، الاب اندراوس بحوث، الذي سَمعتُ عمّا قَدمَ للمدينةِ من عطاءٍ وتطويرٍ، وتعاضدٍ في العلاقاتِ العامةِ بين أبنائِها، وخاصةً بما يتعلق بترميمِ الكنيسةِ وترميمِ السوقِ القديمِ ومشروعِ ليالي الميلادِ، الذي صبغَ المدينةِ بأبهى ما فيها من طيبةٍ وتآخيٍ. أكتبُ اليهِ هذهِ التحيةِ على الرغمِ من أنني لم التقيهِ ولم أتعرف اليهِ شخصيًا، ومن هُنا أشعرُ أنني أكتُبها بما أُوتيتُ من تقديرٍ لعطاءهِ دون مجاملةٍ، متمنيًا أن يحذوّ حذوَه رجالُ الدينِ، السياسةِ والمجتمعِ كافةً، لما فيهِ خَيرُ المدينةِ وأهلِها.

كاهن الميلاد
الاب اندراوس بحوث
زاهد عزت حرش

قالوا بأنكَ رائعًا لكنني
أُصَدقُ الأفعالَ حين تقولُ
يا مَن أعدتَ الى المدينةِ روحَها
أنتَ الذي فيكَ الكلامُ قليلُ

أضأتَ في الميلاد وَمّض بَريقهِ
متوهجًا عَبرَ الوجوهِ جليلُ
يا كاهنًا جَعلَ الموَدَةَ مرتعًا
لقوافلِ الحجاجِ فيها تجولُ
أشرَقتَ في عمقِ النفوسِ كأنما
أسلفتَ في هذا اليبابِ نخيلُ
هذا الذي بالأمسِ أمسى مقفِرًا
هَاجَت بهِ في الجانبينِ خُيولُ
فتجَمعوا أهلُ المدينةِ جوقةً
لا فَرقَ بين مكابرٍ وخجولُ
الكُل ماضٍ في الرِحابِ مُسالِمًا
وفي النُفوسِ تسامُحًا وقبولُ
صَدى الميلادُ فيا كَنيستي رَتِلي
هَذا النشيدُ بصوّتهِ المَعسوّلُ
لكِ كاهنٌ حَجرُ الأساسِ مشيئَةٌ
في عُرفهِ، وبفعلِهِ المَفعولُ
بَسطَ العَطاءَ على الجُموعِ فهَا هُنا
حُلمًا لهُ سَيُعانقُ المجهولُ
يا ذا المودَةِ أنتَ فجرُ نُفوسِنا
واليكَ عَهدًا بالمَثيّلِ مُثوّلُ
*        *        *
إني شيوعيًا، ويبقى مَوقفِي
للحقِ دومًا صَادِقًا مسلولُ
لا تَعجَبنَّ فإن مدحي كَاهنًا
هو في سَبيّلِ الحقِ، لا التبجيلُ

شفاعمرو كانون اول 2013


الأربعاء، 20 نوفمبر 2013

رجلٌ عنيد



رجلٌ عنيد

زاهد عزت حرش


أنا رجل نصفه بشرٌ
ونصفهُ من حديد
مرت عليهِ
جحافل الزمن التليد
حفرت به الأحزان
خندقها الوحيد
بالسيف..

بالرمح..
بالسنابكِ في الوريد
زحفًا يسير.. كأنه
شبهُ مخلوق زهيد
يعطي حياتهُ مشعلاً
ومنارة لدم الشهيد
كي يستعيد..
من المحبة لحظة
كي يستعيد
أو اهتمامًا
أو بقايا نظرة
تطيب القلب الوليد

مرّت بيّ الأيامُ
لم تعطيني يومًا سعيد
مرّت بيّ الأحزانُ
وعدًا.. توعُدًا ووعيد
كلها ألمٌ ووجعٌ
وصراع وصديد
يا جبال قد هوت
بوطأة الظلم العنيد
يا جباه حطمتها
قوة الزمن السديد
كم تبقى من صمودي
وليس لي أمل أكيد

صرتُ أخاف انجرار الحبل
والخيط أللبيد
صرّتُ أخاف لحظة تأتي
بلا حزن عميد
احسب حساب الآتيات
من العواصف كالشريد
أنا هارب..
من عصر ذا القرن الوحيد
أنا هارب من الرطوبة
والبرودة.. والجليد
والواثبون على رصيف الذكريات
كما العبيد

قلبي على طفل
أتيت به دنيا القديد
فتعثرت به الحياة
وبقلبهِ نزفَ الوريد
قد يمضي كما جاءَ
قد يبقى.. قد يهاجرُ
إلى الأبد الأبيد

تحمل الأيام لي وعدًا
وتمضي ولا تعيد
ماذا تبقى كي أحس
بأنني باقٍ عنيد
وبأنني جبلٌ من الأحزانِ
زنبقهُ مجيد
انتظر ومض بريق
ليلة العيد السعيد

هيهات تأتي ليَّ الأيام
بما أريد
هيهات يهدأ خاطري يومًا
إلى حلو النشيد
أهكذا يولد الشعراء
من محنٍ ومن حزنٍ
ومن صراعٍ كالطريد
يحملون صليبهم
عبر مسارب العمر المديد
يجلدون ويصلبون..
في محطات اللجوء
ومفارق السفر البعيد

يا زمان..
الموبقات..
والبغايا..
والعبيد
قد يبقى مني
لآخر الأيام
بقايا من رجلٍ عنيد
بقايا من رجلٍ عنيد

أيلول 1992 شفاعمرو