السبت، 17 أكتوبر 2015

الجغرافيا السياسية للحرب العالمية الثالثة - السبب الحقيقي لاستهداف روسيا وسوريا

الجغرافيا السياسية للحرب العالمية الثالثة - السبب الحقيقي لاستهداف روسيا وسوريا
شرح مفصل عما يحدث من أحداث: أسرار الولايات المتحدة الأمريكية
Zeitgeist Arabic  زايتجايست العربية

الدولة الاسلامسة في قلب الشرق الاوسط .. وايران تعمل في الطاقة النووية وروسيا تقوم بمساعي حثيثة، والصين تدعي امتلاكها لقطاع ليس لديها حق فيه، وهناك تقارير من صحيفة "الديلي شو" تقول ان قوات روسية تتوغل في جنوي شرقي اوكرانيا، وتساعد في تحويل دفة القيادة، هل يمكن هزيمتهم بدون القضاء على هذا الفرع من منظمتهم والمتواجد في سوريا؟ الإجابة هي لا!
          Ben Rhodes: نحن مهتمون للغاية بما يمكن أن يكون ضروريًا للتعامل مع هذا التهديد ولن نكون متقيدين بالحدود.
الغارات الجوية، يجب ان تقصفهم وتقصفهم، وتستمر في قصفهم، وتقصفهم مرة بعد الأخرى. "متحدثة باسم الجيش الامريكي"

          إذا لم يكن لديك تاريخ، فكأنك قد ولدت بالأمس، لو أنك ولدت بالأمس لكنت صدقت أي شيء يقوله أي شخص في بوتقة الحكم، فليس لديك أي وسيلة للتتحقق مما يقول، ولكن مع معرفة بسيطة بالتاريخ سوف يصبح الأمر مشكوكًا به، ام المعرفة البسيطة بالتاريخ لن تثبت أن الحكومة تكذب عليك الآن.. ولكنها (اي المعرفة) تدعوك فقط أن تتسائل إذا كان الأمر كذلك!

          خلافًا للإعتقاد الشائع، فأن سلوك الأمم على الساحة الدولية، لا تقوده تقريبًا اية إعتبارات أخلاقية.. بل يقوده مزيج غامض من المال والجغرافيا السياسية. كما هو الحال عندما ترى متحدث بإسم نظام حاكم، فإنه يبدأ في تشويه صورة بلد أجنبي، وعندها، فأول سؤال يجب أن يخطر على بالك دائمًا هو : ما هي حقيقة ما يحدث هنا؟

          لبعض الوقت كانت روسيا والصين وإيران وسوريا، يتعرضون لهدوم سياسي، (من قِبل امريكا والغرب) وفي اللحظة التي تفهم فيها لماذا يحدث ذلك!! فسوف تصبح الأحداث المنتشرة في العالم هذه الأيام واضحة أكثر لكَ.
          الدولار الامريكي، هو حقًا عملة فريدة من نوعها، وفي الحقيقة فإن تصميمه الحالي وعلاقته بالجغرافيا السياسية، ليست كمثل أي عملة أخرى في التاريخ، على الرغم من أنه كان العملة الإحتياطية في العالم منذ عام 1945، فإن هذا لم يجعله فريدًأ (مميزًا).. هناك العديد من العملات التي حافظت على الوضع الإحتياطي بالتناوب على مر العصور، بيد ان ما جعل الدولار فريدًا من نوعه، هو انه منذ أوائل عام 1970 قد اصبح من بعض الاستثناءات البارزة.. لأنه اصبح العملة الوحيدة المستخدمة (المتداولة) في بيع وشراء النفط في الاسواق العالمية!!! في حين انه قبل العام 1971، كان الدولار الأمريكي منضمًا الى معيار الذهب، من الناحية الرسمية على الاقل، وفقًا لصندوق النقد الدولي.. فإنه في عام 1966 قامت البنوك المركزية الأجنبية بأخذ 14 مليار دولار امريكي، في حين ان الولايات المتحدة الامريكية لم يكن ليدها سوى 3.2 مليار بقيمة الذهب مخصصة لأصحاب السندات الأجنبية، وهذا معناه، أن بنك الإحتياطي الفيدرالي يقوم بطباعى أموال أكثر مما تستطيع الحكومة سداده (تسديدهُ).. وكانت النتيجة تفشي التضخم المالي.. وعزوف عام عن الدولار.
في عام 1971 وفيما عرف بعدها بإسم (صدمة نيكسون) ذلك عندما الرئيس نيكسون قد أزال الدولار من معيار الذهب كليًا.
نيكسون في بث حي : "لقد أمرت وزير الخزانة بإتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية الدولار من المضاربين، وقمت بتوجيه الوزير (كونالي) ليقوم بتعليق إمكانية تحويل الدولار في الذهب أو في غيرها من الأصول الإحتياطية، والقبول بالمبالغ والشروط التي من شأنها الحفاظ على الإستقرار المالي وعلى المصلحة القصوى للولايات المتحدة"
 في هذه اللحظة أصبح الدولار عملة قائمة على أساس صافي الديّن، ولكن تلك العملات (الاموال) المعتمدة على الديّن تم إقراضها ألى الوجود حرفيًا.. أي أن ما يقارب من 70% من الاموال النقدية المتداولة تم انشاءها بواسطة بنوك عادية، والتي كان مسموحًا لها بإقراض اموال بأكثر مما هو موجود في حساباتها. والنسبة الباقية (30%) أتت عن طريق بنك الإحتياطي الفيدرالي الذي يقرض أموالاً لا يملكها بالفعل.. والتي يذهب معظمها لى الحكومة، شيء مثل كتابة شيكات بدون رصيد، إلا أنها قانونية للبنوك.. هذه الممارسات التي تعتبر كسور الإحتياطي المصرفي، كان من المفروض أن ينظمها البنك الإختيطي الفيدرالي، وهي مؤسسة تم انشاءها فقط لتكون فقط تحت سيطرة مجموعة من البنوك، ولا يوجد أي وكالة أو فرع من الحكومة الامريكية يقوم بتنظيم البنك الإحتياطي الفيدرالي.

-         ما هي العلاقة المناسبة التي يجب ان تكون بين رئيس البنك الإحتياطي الفيدرالي وبين رئيس الولايات المتحدة؟
-         "قبل اي شيء بنك الإحتياطي الفيدرالي ليس منظمة حكومية، مما يعني ببساطو أنه لا يوجد أي منظمة حكومية أخرى يمكنها أن تنقض القرارات التي نتخذها نحن (البنك) لذا، فطالما أن هذا هو الوضع وأنه لا يوجد دليل على أن إدارة الكونغرس أو أي شخص آخر تطلب منا عمل شيء غير الذي نعتقده أنه الشيء المناسب، إذن فتوضيح ما هي العلاقة، ليس شيئًا مهمًا." – متحدث باسم البنك الإحتياطي الفيدرالي – لقاء على شاشة التلفزيون

والآن لجعل الأمور تبدو أكثر تشويقًا.. فإن هذه القروض الإحتياطية الجزئية عليها فائدة، ولكن لا يوجد مال في النظام المالي لدفع هذه الفوائد، لذا ينتج عن هذا ديون إجمالية ( إضافية) متراكمة.. أكثر من الأموال المتداولة. ومن أجل البقاء في حالة إكتفاء ذاتي، يجب أن ينمو الإقتصاد بإستمرار، ومن الواضح أنه لن يستمر.
ربما نتسائل كيف حافظ الدولار على مركزه المهيمن على الساحة العالمية لأكثر من أربعين عامًا؟!! لو ان هذا كان أكبر من مجرد تطبيق لمخطط بونزي الإحتيالي.. حسنًا هنا حيث تتلاقى الجغرافيا السياسية مع الدولار.. في عام 1973 وفي ظل أزمة النفط المفتعلة (انتبه المفتعلة) من شركو أوبك، قامت إدارة نيكسون ببدء مفاوضاات سرية مع حكومة المملكة العربية السعودية لإنشاء ما أصبح يعرف لاحقًا بإسم "نظام إعادة تدوير البترودولار" في إطار الإتفاقية، سوف تبيع السعودية النفط مقابل عملة الدولار الامريكي فقط، وسوف تستثمر معظم أرباح النفط الفائضة في بنوك الولايات المتحدة وأسواق المال، وسيقوم صندوق النقد الدولي بإستخدام هذه الأموال لتيسير القروض لمستوردي النفط الذين كانوا يواجهون صعوبات في تحمل الزيادة في اسعار النفط.. وبالطبع سيتم إحتساب الدفعات والفائدة على هذه القروض، بالدولار الامريكي. وقد تمت صياغة هذه الاتفاقية في "اللجنة السعودية الأمريكية المشتركة"  "للتعاون الاقتصادي" – قام بوضعها "هنري كيسنجر" وزير خارجية حكومة "نيكسون" عام 1974.. وتم توسيع الإتفاقية لتشمل المتبقي من مجموعة أوبك وذلك في عام 1975، على الرغم من انه تم تقديمها على انها عازلة لأثار الركود الناتج عن إرتفاع أسعار النفط!! لكن هذه الإتفاقية كانت تخفي أثارًا جانبية.

          فقد أزالت القيود المتبعة على السياسة المالية للولايات المتحدة، وأصبح البنك الإحتياطي الفيدرالي الأن في زيادة المعروض النقدي كما يريد، والطلب المتزايد على النفط من شأنه أن يحد من العزوف عن الدولار، في حين يتم تقسيم عواقب التضخم الإقتصادي عبر الكوكب بأكمله، وارتفع الدولار من كونه العملة المدعومة بالذهب الى العملة المدعومة بالنفط، وأصبح أيضًا الصادر الامريكي الأساسي.

          هل تساءلت يومًا، كيف أمكن الإقتصاد الأمريكي أن يظل في حالة إكتفاء ذاتي، مع كل هذا العجز التجاري المقدر بمليارات الدولارات لعقود؟
          هل سبق لك أن تساءلت كيف أن الولايات المتحدة تمتلك قدرًا غير متناسب من ثروات العالم، في حين أن 70% من إقتصادها قائم على المستهلك؟!
          في العصر الحديث، فالوقود الاحفوري، هو ما يحرك العالم، فقد أصبح مندمجًا في كل جانب من جوانب الحضارة، في الزراعة ، والنقل، والبلاستيك، والتدفئة، ووسائل الدفاع، والطب.. والطلب عليه، يستمر فقط بالإزدياد.
          طالما أن العالم بحاجة الى الوقود، وطالما أن الوقود يباع فقط بعملة الدولار.. فسةف يكون هناك طلب على الدولار الإمريكي. وهذا الطلب هو ما يمنح الدولار قيمته، وهذه سفقة ممتازة للولايات المتحدة الأمريكية. ترسل الدولارات، إما على هيئة أوراق، أو في شكل أرقام حسابية إلكترونية.. ومن ثم تأتيها (تعود إليها) بصورة خدمات أو منتجات حقيقية. ولكن بالنسبة لبقية العالم فإن هذا عبارة عن شكل استغلالي مستتر للغاية. ووجود تعاملات التجارة العالمية في الغالب بالدولار يوفر أيضًا لواشنطن سلاح مالي قوي لفرض العقوبات.. وهذا يرجع إلى حقيقة أن معظم المعاملات تتم بالدولار، على نطاق واسع، جعلت من الإجباري (الملزم) المرور بالولايات المتحدة.
          ظل نظام البترودولار هذا بلا منازع حتى شهر سبتمبر/أيلول من عام 2000، حين اعلن صدام حسين عن قراره بتحويل عملة بيع العراق للنفط من الدولار إلى اليورو، كان هذا هجومًا مباشرًا على الدولار، وببساطة، كان أكثر الأحداث أهمية في الجغرافيا السياسية في العالم. ولكن بالرغم من هذا فإن مقالة واحدة فقط في الإعلام الغربي قد ذكرت هذا الحدث.
في نفس الشهر الذي أعلن فيه صدام تخليه عن التعامل بالدولار، قامت منظمة تدعى "المشروع للقرن الأمريكي الجديد"، والتي قد أصبح "ديك شيني" للتو عضوًا فيها، بنشر وثيقة بعنوان "إعادة بناء دفاعات أمريكا"
استراتيجية وموارد وقوات لقرن جديد.
هذه الوثيقة دعت إلى زيادة الإنفاق العسكري الأمريكي وإلى سياسة خارجية أكثر عدوانية، من أجل فرض الهيمنة الأمريكية في أنحاء العالم. ولكن الوثيقة أشارت إلى أن تحقيق هذه الأهداف سوف يستغرق سنوات عديدة، لغياب بعض الأحداث الكارثية المحفزة، مثل القيام بحادثة "بيرل هاربر جديدة".. الا انه بعد عام واحد حصلوا على ما أرادوه، بإستغلالها لرد الفعل العاطفي على أحداث 11 سبتمبر/ أيلول.. كانت إدارة بوش قادرة على غزو افغانستان والعراق.. وسهلت إصدار قانون "باتريوت" لمكافحة الإرهاب بدون أي مقاومة تذكر.
          بعد عشرة أيام من أحداث 11 سبتمبر/أيلول ذهبتُ الى البنتاجون، ورأيت وزير الدفاع "رامسفبيلد" ومساعد الوزير "بول ولفوبتز".. ثم نزلت إلى الطابق السفلي لأرى بعض الأشخاص من هيئة الأركان، من الذين إعتادوا العمل معي، وأحد اللواءات كلمني
وقال: سيدي، تعال، فلتأتي وتحادثني قليلاً ..
فقلت له : الآن مشغول للغاية،
فقال: لا لست مشغولاً.. ثم قال: لقد اتخذنا القرار بالذهاب للحرب ضد العراق. حدث هذا تقريبًا في يوم 28 سبتمبر /أيلول..
قلت له : هل سنقوم بشن حرب على العراق.. ولكن لماذا؟
فقال: لا أعلم! ثم قال : أعتقد أنهم لا يعرفون فعل شيئًا آخر سواه.
فقلت له: هل عثروا على بعض المعلومات التي تربط صدام بتنظيم القاعدة؟
فقال : لا، لا أحد يعلم بشيء كهذا.. كل ما في الأمر أنهم إتخذوا القرار بشن حرب على العراق ولكن
لدينا جيش قوي، ويمكننا إسقاط الحكومات.
وقال أيضًا: أعتقد أنه إذا كأن كل ما نملكه هو مطرقو، فكل مشكلة يجب أن تبدو وكأنها مسمار
لذا، رجعت لرؤيته بعد عدة أسابيع، في الوقت الذي كنا نقصف فيه أفغانستان.
قلت: أما زلنا ذاهبين لشن حرب على العراق؟
فقال: الأمر أسوء من هذا
وبعدها مد يده إلى المكتب وأخذ ورقة من عليه
وقال: لقد حصلت على هذه من الطابق العلوي عندما صعدت الى مكتب وزير الدفاع اليوم.. هذه المذكرة تشرح كيف سوف نقوم بتولي أمر سبع دول في خمس سنوات، بداية من العراق، ثم سوريا ولبنان ومن بعدهم ليبيا، والصومال، والسودان، نهاية بإيران.

          لم يكن هنالك اسلحة دمار شامل في العراق، ولم تكن هذه مسألة سوء الإستخبارات فقد كانت هذه عبارة عن كذبة مقصودة، فقرار الغزو قد تم إتخاذه عن دراية كاملة بالكارثة التي سوف تنتج عنه.

ديك تشيني 1994 : في بث حي وجه له هذا السؤال
-         هل تعتقد أن الولايات المتحدة أو جيشها يجب أن يدخل إلى بغداد؟
-         لا
-         ولما لا؟
-         لأننا اذا ذهبنا إلى بغداد فسوف نكون وحيدين تمامًا ولن يكون إلى جانبنا أي دولة أخرى وسوف يكون هذا غزوًا أمريكيًا للعراق، ولا يوجد من القوات العربية التي كانت على استعداد للقتال معنا في الكويت، من ستود أن تقوم بغزو العراق، وفي لحظة ما أن نسيطر على العراق وننهي أمرها وتسقط حكومة صدام حسين فمن الذي ستضعه في مكانه!! إن هذا جزء متقلب جدًا من العالم (العالم العربي) وإذا أسقطت الحكومة المركزية في العراق يمكن أن ينتهي الأمر برؤيتك لأجزاء من العراق تذهب ببساطة إلى السوريين الذين يريدون أخذ الجزء الغربي من العراق والإيرانيون يطالبون بأجزاء منها منذ سنين، وفي الشمال لديك الأكراد، ولكن إذا إنضم أكراد العراق مع أكراد تركيا، فـأنت هنا تهدد وحدة أراضي تركيا، وسوف توقع نفسك في ورطة إذا قمت بهذا التهديد.

لقد كانوا يعلمون بالضبط ما سيحدث، ولكنهم قاموا به على أي حال في عام 2003، وما أن سقطت العراق تحت سيطرت الولايات المتحدة حتى تم إرجاع عملة بيع النفط إلى الدولار، المهمة.. قد أُنجزت.
بعد فترة من غزو العراق حاولت إدارة بوش توسيع دائرة هذه الحروب لتشمل إيران، فرضًا على أن الحكومة الإيرانية كانت تعمل على بناء سلاح نووي.. بعد الفشل في العراق تضررت مصداقية

أمريكا بشدة، كنتيجة لعدم تمكنها من حشد الدعم الدولي أو المحلي من أجل التدخل. ولكن تم احباط جهودهم أكثر عن طريق وكالة المخابرات المركزية والموساد، اللتين أوضحتا أن إيران لم تتخذ بعد قرارًأ بشأن تطوير اسلحة نووية.. ناهيك عن البدء في محاولة بناءها. ولكن حملات التشويه دض إيران استمرت حتى خلال حقبة إدارة أوباما.
          ولكن لماذا؟
ربما بسبب أن عليها أن تفعل شيئًا حيال حقيقة أن إيران تقوم بعملية تنظيم سوق نفط مستقل منذ عام 2004. الإيرانيون كانوا يقومون بإنشاء سوق النفط الخاص بهم والذي لم يكون مرتبطًا بالدولار.
أول شحنة من النفط تم بيعها لهذا السوق كانت في شهر يوليو /تموز عام 2011، ولأنها لم تكن قادرة على خوض الحرب التي أرادتها، قامت الولايات المتحدة بإستخدام الأمم لالمتحدة لفرض عقوبات على إيران، هذه العقوبات كان هدفها إسقاط النظام الإيراني الحاكم، ومع إنها ألحقت ضررًا بالإقتصاد الإيراني، إلا أن تلك العقوبات / التدابير فشلت في زعزعة إستقرار البلاد. وهذا يرجع في جزء كبير إلى المساعدات الروسية وتخطيها القيود المصرفية الأمريكية.

في شهر فبراير/شباط من عام 2009، تم تعيين معمر القذافي رئيسًا للإتحاد الإفريقي، وعلى الفور أمر بتشكيل دولة موحدة وبعملة واحدة.. وكانت طبيعة هذه العملة الموحدة هي ما تسبب بمقتله، أصدر الإتحاد الإفريقي في شهر مارس/آذار من عام 2009 وثيقة بعنوان "نحو عملة إفريقية موحدة" والصفحتان رقم 106 و 107 من تلك الوثيقة ناقشتا تحديدًا فرائد وأساليب إدارة البنك المركزي الإفريقي بموجب معيار الذهب. والصفحة رقم 94 تنص صراحة على أن مفتاح النجاح في الإتحاد المالي الإفريقي سيكون بربط عملة أفريقية واحدة بالسلعة الأكثر درًا للمال بين طل السلع... ألا وهي الذهب!
في عام 2011، قامت وكالة الإستخبارات الأمريكيو بتحركات داخل ليبيا، ودعمت الجماعات المسلحة للإطاحة بالقذافي. وقامت أمريكا وحلف الناتو بالضغط لإصدار قرار من الأمم المتحدة بتحديد منطقة حظر جوي لفرض التوازن مع الضربات الجوية (التي كان يقوم بها جيش القذافي في بداية الامر) .. وهكذا تم إخفاء انتشار متطرفي القاعدة بين هؤلاء الجنود المتمردين عن العلن.
ليبيا كإيران والعراق. قد ارتكبت جريمة لا تغتفر بتحديها للدولار الأمريكي.. عندما تدخل حلف الناتو في ليبيا فقد مهد لحرب سرية على سوريا!! وقد تم نهب مستودعات اسلحة الحكومة الليبية ةتم شحن الأسلحة عن طريق تركيا الى مجموعات المتمردين في سوريا الذين يعملون على اسقاط الاسد.. لقد كان واضحًا حتى هذه اللحظة أن مجموعات كبيرة من هؤلاء المقاتلين لديها علاقات بمنظمات ارهابية إلا أن جهاز الأمن القومي الأمريكي اعتبر أن هذا شر لا بد منه.
في الواقع فإن مسؤول العلاقات الخارجية في امريكا نشر مقالاً في عام 2012 أشار فيه إلى أن : "تدفق الجهادين (الى سوريا) يجلب الإنضباط والحماس الديني بتمويل من المتعاطفين مع السنة في الخليج.. والأهم من ذلك هو النتائج القاتلة، بإختصار فإن الجيش السوري الحر بحاجة الى تنظيم القاعدة الآن."
  
في عام 2013 تم ربط تنظيم القاعدة بشن المتمردين السوريين هجومين من "غاز السارين" وكانت هذه محاولة لتطويق الأسد وحشد الدعم الدولي ضده لإتاحة االفرصة للتدخل الدولي في سوريا. لحسن الحظ فقد كشفهم بوتين بإعتماده على المحققين الروس في موقفه امام الامم المتحدة.. وأفشل محاولاتهم الضغط من أجل شن غارات جوية على سوريا. وعندما تدخل بوتين – روسيا – للتوصل لحل دبلوماسي.. ظهر أن الحملات المطالبة بتغيير النظام في سوريا، هي مطابقة لتلك الحملات التي كانت في ليبيا.. والتي يتم طرحها بذريعة حقوق الانسان. لكن من الواضح والثابت أيضًا انه لم يكن هذا هو الدافع الحقيقي.
في عام 2009، قدمت قطر إقتراحًا بتوصيل خط أنابيب للغاز الطبيعي عبر سوريا وتركيا الى أوروبا..  الا ان بشار الاسد قد رفض ذلك المشروع بشدة، وفي عام 2011 قام الاسد بصياغة الإتفاق مع العراق وإيران لمد خط الأنابيب شرقًا، وبذلك أقصى قطر والسعودية من الدائرة تمامًا. لذا، فليس من المستغرب أن تكون قطر والسعودية وتركيا هم أكثر المحاور الإقلمية تشددًا..في مساعيهم لإسقاط الحومة السورية.
ولكن لماذا تسبب هذا النزاع على خط الأنابيب في وضع سوريا في مرمى نيران واشنطن؟
يعود ذلك الى ثلاثة اسباب:
          اولاً: لان اتفاقية الغاز بين ايران العراق وسوريا، من شأنها ان تعزز موقف ايران بقوة.. مما يسمح لايران بالتصدير الى الاسواق الاوروبية دون الحاجة الى المرور عبر أي من حلفاء واشنطن، ومن الواضح ان هذا يحد من نفوذ الولايات المتحدة.
          ثانيًا: أن سوريا هي الحليف الأقرب الى ايران، مما يعني ان انهيار سوريا سيضعف إيران بطبيعة الحال.
          ثالثًا: سوريا وإيران بينهما اتفاقية دفاع مشترك، وتدخل الولايات المتحدة في سوريا قد يفتح باب لفتح الصراع مع إيران.

          في شهر فبراير/شباط من عام 2014 اشتدت لعبة الشطرنج هذه في مكان آخر، وهو أكرانيا ولكن كان الهدف الحقيقي هو روسيا بطبيعة الحال. والسبب من وراء ذلك ان روسيا أصبحت للتو ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم، ولن تكون فقط مجرد شوكة في حلق واشنطن دبلوماسيًا، ولكنها أيضًا فتحت بورصة للطاقة في عام 2008 مع مبيعات قوامها الروبل والذهب.. وكانت روسيا أيضًا تقوم بعملية ترتيب لإنشاء الإتحاد الإقتصادي الأوراسي والذي يتضمن خططًا لإعتماد العملة الموحدة، والذي من المقرر أن يكون له سوق مستقل للطاقة. وقبل ان تحدث الأزمة في أوكرانيا تم منحها خيارين، إما الإنضمام الى الإتحاد الأوروبي بموجب إتفاقية شراكة، أو الإنضمام الى الإتحاد الأوراسي، وقد أصر الإتحاد الأوروبي على أن يتم اختيار واحد فقط، فلا يمكن لأوكرانيا الإنضمام إلى الإثنين، بيد أن روسيا لم تكن ترى مشكلة في إنضمام أوكرانيا لكلا الإتحادين!! في النهاية قرر الرئيس يانوكوفيتش الإنضمام إلى روسيا، وبمثابة رد فعل، قام جهاز الأمن القومي الأمريكي بعمل أفضل ما يمكن عمله.. فقام بالإطاحة بيانوكوفيتش تعيين حكومة تابعة للغرب.. ولرؤية الأدلة الكاملة على تدخل واشنطن في الإنقلاب، شاهد " ما لم يتم اخباركَ به عن الأزمة الأوكرانية".. على الرغم من ان كل شيء بدا وكأنه يسير بشكل جيد في البداية، إلا أن الولايات المتحدة فقدت السيطرة على الموقف سريعًا، اذ قامت شبه جزيرة القرم بعقد استفتاء وقامت الأغلبية الساحقة بالتصويت للإنفصال عن أوكرانيا وإعادة التوحد مع روسيا.. وقد كان الإنتقال منظم وسلمي، لم يقتل اي شخص، وعلى الفور قام الغرب بإعتبار الحدث بأكمله كعمل من أعمال العدوان الروسي، وأصبح هذا هو ما يطلق عليه من هذه اللحظة، موقع القرم الجغرافي له أهمية استراتيجية بسبب تمركزه على البحر الأسود. مما يسمح لها (اي لروسيا) بإطلاق قوة عسكرية بحرية إلى البحر المتوسط.
          كانت الولايات المتحدة تضغط لضم أوكرانيا الى حلف الناتو منذ سنوات عديدة وحتى الآن، وخطوة كهذه من شأنها أن تضع القوات الأمريكية على الحدود الروسية، كما كان عندها ان يسفر عن فقدان روسيا لقاعدتها العسكرية في شبه جزيرة القرم، وهذا هو سبب قبول روسيا لنتائج استفتاءالقرم على الفور.. ولضم وتوحيد الأقليم سريعًا. وفي نفس الوقت في شرقي أوكرانيا قامت مقاطعتان بإعلان استقلالهما عن كييف وعقدا الإستفتاء الخاص بهما، والنتيجة كانت تفضيل الأغلبية الساحقة للحكم الذاتي، وقد ردت كييف على هذا العمل.. كان بما يشار اليه بعمليات محاربة الإرهاب! وفي الحقيقة كانت هذه حملة قصف عشوائي واسعة النطاق، والتي أسفرت عن مقتل الآف المدنيين. وعلى ما يبدوا فإن قتل المدنيين لم يكن مؤهلاً ليوصف كعمل عدواني بالنسبة للغرب. في الواقع قام صندوق النقد الدولي بتحذير الحكومة المؤقتة من أن القروض التي تبلغ 17 مليار دولار، قد تكون مهددة بالإلغاء إذا لم تقدر على إخماد الإنتفاضة الشعبية في شرق أوكرانيا. بينما كانت الحرب مستعرة ضد شرقي أوكرانيا.. أجريت الإنتخابات وتم أختيار "بيتروبوروشينكو" رئيسًا.. وقد تبين ان بوروشينكو قد تم فضح أمره عن طريق رسائل دبلوماسية مسربة بواسطة موقع ويكيليكس عام 2008، بأنه كان يعمل كعميل لوزارة الخارجية الأمريكية منذ عام 2006، وقد أشاروا له بإسم "الأوكراني الخاص بنا في الداخل"، ومعظم الرسائل تشير الى المعلومات التي كان يقدمها، على الرغم من انه كان لديها دمية مجندة إلا أنها لم تبدو كافية لتمنح واشنطن اليد العليا في هذه الأزمة.

ما الذي تفعله واشنطن عندما لا يكون لها نفوذ على الآخرين؟
انها تقوم بفرض عقوبات.. وتشوه الصورة وتثير البلبة، وهذه الاستراتيجية غير جيدة "سخيفة" عندما يتعلق الامر بالتعامل مع روسيا! وفي الواقع فإنها فشلت بالفعل. بكل بساطة، لقد دفعت هذه العقوبات (التي فرضت على روسيا) روسيا والصين الى تعاون أوثق، وتسريع جدول موائمة عملة روسيا مع الدولار، وبالرغم من خطاب العقوبات.. إلا أنه لم يؤدي الى وضع روسيا في حالة عزلة، وضعت الولايات المتحدة وحلف الناتو حواجز بينها وبين روسيا.. ولكن ليس بين روسيا وباقي دول العالم، هذا التحالف الجديد المضاد للدولار أصبح أقوى من إقتصاد هذه البلاد، فهمت ما يحدث في العالم. وهذا هو سبب إقتراح الصين في أعقاب الأزمة الأوكرانية اقامة الإتفاقية الأمنية الأوروسية الجديدة.. والتي سوف تشمل روسيا الصين وإيران. وعندما نربط الأحداث الواردة هنا، سنجد أن إدارة أوباما بدأت في قصف سوريا، التي لها أيضًا إتفاقية دفاع مشترك مع إيران, هذه ليست الحرب الباردة الثانية، بل انها الحرب العالمية الثالية، الشعوب لم تراها هكذا لغاية الأن!! ولكن التاريخ سيذكرها على إنها كذلك.

لقد تم تشكيل التحالف بالفعل، والحروب المشتعلة جارية على العديد من الجبهات، إذا استمرت النزاعات وحروب المفاوضات، فسيكون ذلك فقط مجرد مسألة وقت، قبل أن تواجه الرؤوس الكبيرة بعضها مباشرة. وهذا ما يوصف بالكارثة،
ألا يبدو كل هذا جنونًا؟ بالنسبة لأي شخص! حسنًا، انت محق!

من يديرون العالم الآن هم أشخاص مجانين، وعامة الناس يسيرون بغير وعي نحو مأساة!
هل تريد تغيير هذه الحلقة التي ندور فيها؟
هناك طريقو واحدة فقط لفعل ذلك.. علينا أن نوقظ هذه الشعوب، حتى أقوى أسلحة الحرب، يمكن إبطالها، إذا وصلت لعقل الرجل الواقف وراء الزناد.
هل تتسائل كيف نوقظ الشعوب؟
لا تنتظر شخصًا آخر ليجيب عن هذا السؤال لأجلك. كن خلاقًا، تصرف وكأن مستقبل أطفالك وأحفادك متوقف على هذا.. لأنه كذلك.
"إذا كانت هذه الرسالة قد لآقت صدى لديك" فقم بنشرها!
" أشتركوا في قناتنا على اليوتيوب.. وتابعونا على الفيس بوك وتويتر" وإحرصوا على زيارة موقعنا
Zeitgeist Arabic  زايتجايست العربية
"رياح العصر"
مع تحيات : زاهد عزت حرش