الجمعة، 20 يونيو 2014

اخر الطلقات



اخر الطلقات

زاهد عزت حرش
 

        (1)
يا صبية
اسكبي سموم الحزن في شفتيّ    
لم يبقى للارض رحم سواك
فانت أخر الطلقات
في عنق القضية

        (2)
يا صبية ..
كلما ضاجع الغزاة ارضنا
توهمت الف قابلة
بميلاد جديد ..
وصادر الزعيم من تراثنا
الف بندقية


        (3)
جف الحليب في ناهديك
الاميرين ..
اذاً لا تنامي !!
سيعرف الجميع قصتنا
وهيرودس سيقتل الاطفال
على باب المدينة  
قبل العشية

        (4)
اعدي ثياب الضحايا
وقبليني بعنف ..
بعد ريح سنرحل
ما عاد هناك صوت
على ضفاف يافا
تمزقت كل البساتين
وحجارة الوادي
استحتالت الى نعيق
فالضفاضع احتلت كل المنابر
معلنة بزوغ عهد جديد

        (5)
لا تبحثي عنها
ما عدنا نحتاج .. هوية

        (6)
اسقني شيئاً من العنب
فعلى طاولة صدري
تجمع الغضب
حذار ان تدنو النار منها
فطاولة صدري حطب
حطب يعشق الثورة ..
ويعشق اللهب

        (7)
اقتربي .. ها هنا ظهر الخابية
اقتربي ..
اعدي خبزنا المقدس
فالجمر تحت الرماد
وانا تحت الثياب
نار .. وعافية

        (8)
وقع خطوات على سكة الحديد
لا تخافي ..
انهم جنود غزاة
يمرون من هنا في رحلة النهاية
تذكري كم مر من جنود
فهذه بوابة الشرق
طريق الى الجحيم

        (9)
تعالي انظري
ها هنا وضعت يدي
ها هنا تفرعت منها الجذور
اصبحتُ جزءاً من الارض انا
اصبحتُ يا اميرتي
جسراً للعودة .. والعبور

        (10)
تجمعوا في انتظار الله
لكنني ما اتيت .!!
خبئوا الايات في صدورهم
دكوا المأذن وهياكل الكنائس
بوابل من الدعاء
بركان نار من السماء
سقط ..
ونزف دماء
اهكذا يا ايها الله
يُستجاب الدعاء ؟!!

        (11)
مدينتي زنزانة
جدرانها الهواء
محاصر فيها انا
في الصيف والشتاء
مكبل بالف احجية
منذ بدء الخليقة
منذ بدء البغاء
وجرذ فوق بابها
يفلسف الشقاء

        (12)
مغتصب بفوهات بنادقهم
انا ..  والارض مغتصبه
باحذية الجنود ..
وصرير الحديد
اما من مزيد ؟!!

        (13)
لا تخافي ..
فهذه الافعى حبل على عنقي
وجذع زيتون انا
عمره الف عام

        (14)
اعطني سنبلة
لاشق بها الارض
فالارض حبلى
وزنابق الحقول
وهناك الف شفة
تنتظر الرغيف
والمجهول

        (15)
شعرك الليلي ..
ارجوحتي بين النجوم
وملاذي الوحيد
من عيون المخبرين
لا تنظري نحوي
قد يستدلون عليّ
من ناظريك !!
فتصبحين الواشية

        (16)
اعطني قليلاً
من ثرى راحتيك
ومدي ساقك وسادة لرأسي
غداً سامضي الى البعيد
ففي بندقيتي طلقة
هي اخر الطلقات
وتنتهي المهزلة

شفاعمرو 20.07.03

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق