المذكرة رقم 17 – مساء يوم الأربعاء 7.02.14
بعد انقطاع دام
ما يقارب السنة، او بالتحديد احدى عشر شهرًا، ها انا اعود الى كتابة هذه المذكرة، وأتمنى
ان أجد الحافز والرغبة في الاستمرار بكتابتها، لا لشيء، فقط كمساهمة تأتي من باب
اضعف الايمان، او ذكر علها تنفع الذكرى، وربما الادق من هذه وتلك ان اذكر نفسي او
اعمق من خلالها انتمائي لإنسانيتي اولاً، قبل وبعد أي شيء وكل شيء!
وهنا
بعض الملاحظات حول احداث الأسبوعين الأخيرين، بداية من مسلسل الخطف والقتل الأول، ولغاية
مهرجان القتل "الدائم" للفلسطينيين الذي راح ضحيته محمد أبو خضره في
القدس.
إذًا،
ما دامت هناك قيادة فلسطينية من منظمة التحرير وحتى حماس، فلهذه القيادات
وحدها يحق ان اتخاذ أي قرار للقيام بعمل نضالي يخدم القضية الفلسطينية، ومن الخطأ
المميت ان نتحول الى قطاع طرق، وكل من يعمل على هواه، او انه ينفذ قرارات جهات
مشبوهة، تؤدي الى القيام بأعمال تضر القضية الفلسطينية أكثر مما تخدمها. مع العلم
والحق يقال، ان المسؤولية المباشرة لما حدث تقع على عاتق الاحتلال، وما هو الا نتيجة
مباشرة لما ترتكبه إسرائيل من جرائم بحق الشعب الفلسطيني.
ان
موقف أبو مازن، الذي اعتبره الكثيرين من "الوطنيين" انه موقف
متخاذل، بداية من التنسيق الأمني وحتى المساهمة في البحث عن المخطوفين، هو موقف
جريء يهدف الى اظهار حقيقة الإنسانية الفلسطينية، على اعتبار اننا طلاب حق ولسنا
قتلة ومجرمين، أو اننا مستعدون لارتكاب اية جريمة وبأي وسيلة ولأي شخص، فقط لكونه
يهودي، كما ان موقفه يضع العالم امام مسؤولياته ليتصدى لأي عمل عسكري إسرائيلي تحت
شعار الانتقام، وهو يهدف بالأساس الى جهد يضع إسرائيل في زاوية المعتدي، بدل ان
تقف إسرائيل بسياستها العسكرية الاجرامية، وكأنها تدافع عن شعبها وعن حقها
بالوجود.
أرى
ان الكثير من الأشخاص على صفحة "الفيس بوك" ينشرون مقاطع تدل على
عنصرية العديد من الإسرائيليين، جنودًا، او ضباطًا، او افرادًا من الأجهزة الأمنية
المختلفة، او أناس عاديون، الا ان ذلك يعقبه تعليقات ومشاركات، اقل ما يمكن ان
يقال عنها انها صبيانية وتافهة وسطحية!! اتركوهم ليظهروا عمق عنصريتهم، ليكشفوا عن
خبايا فكرهم الفاشي الأسود، وحاولوا ان توظفوا ذلك في وسائل الاعلام الإسرائيلية والعالمية،
كي يعرف العالم حقيقة الية المجتمع "العسكري" في إسرائيل، والذي يحوّل
(المجتمع الإسرائيلي) الى أداة ضاغطة تدعم تحرك الالة العسكرية لذبح الفلسطينيين!
تذكروا
ان هناك ألف وسيلة للنضال من أجل احقاق الحق، ولا تحارب عدوك بسلاحه لأنه حتمًا
سيكون أقوى منك. ابحث عن سلاحك انت، استنبط الوسيلة التي من خلالها تستطيع احراج
عدوكَ، واجعل منه سخرية اما ذاته وشعبه وشعوب العالم. تذكروا ان الشعب الإيطالي حكم
على موسوليني بالموت، حين اكتشف انه يقود البلاد الى الهلاك، على الرغم من ان
موسوليني هو مؤسس الفكر الفاشي النازي، وكان هتلر يعتبره المعلم الأول والزعيم الأكبر
الذي يستمد منه القدرة الفائقة الشجاعة، من أجل تحقيق فكره النازي الفاشي المجرم. أتمنى
ان نكون أقرب ما أمكن من فكر الشعب الإيطالي الذي رفض الاجرام، حين كانت الفاشية
في اوج انتصارها. وان نتعلم من القائد الهندي الفذ "غاندي" الذي حرر
بلاده دون ان يلجئ لإراقة دم انجليزي واحد!
الى اللقاء
زاهد عزت حرش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق