من ذاكرة العيون
زاهد عزت حرش
اسم اللوحة :
خلق ادم THE CREATION OF ADAM
صاحب اللوحة: ميكلانجلو 1475 – 1564 م Michelangelo
تاريخ العمل :
1508 – 1512
تقنية العمل :
فريسكو FRESCO
مقياس اللوحة :
1000 م2/
المقطع 280/570 سم
مكان اللوحة :
سقف كنيسة سيكستين الفاتيكان
:
Detail From the Sistine
Chapel Ceiling
داخل
اروقة الفاتيكان، وخاصة في الكنيسة
الرئيسية التي يطلق عليها اسم كنيسة الستين (Sistine) تتجلى القدرات العبقرية المذهلة لعملاق عصر النهضة الإيطالية، في
اوج عطائه الفذ. فهناك وفي اقسام جدارية السقف التي وصلت مساحتها الى ألف متر مربع،
تتربع قصة الخلق والتكوين، بموجب الرواية الاسطورية المتعاقبة للناموس بعهديه
القديم والجديد، وهذا المقطع الجزئي من هذه الجدارية الضخمة، عنيّ بتصوير عملية
خلق آدم، حيث تصور ميكلانجلو الرب الاله وهو في جلال قدرته لا يلبث ان يصنع الشيء
ليكن، لأنه صورة كن فيكون.
اعتمد
ميكلانجلو على تصوره العميق كأرثوذكسي مشبع بالإيمان، فجعل الرب الاله محمولاً على
ايدي الملائكة الصغار، تلفه غلالة من الابيض اللازورد، مفعم بالقدرة الجسدية
وملامح الحكمة والوقار، والقدرة اللا متناهية للخلاق والتكوين، على بساط هو سحابة
من الحرير البني، ينظر الشيء ليكن، فيكون! ونور وجهه مشع باضواء الحياة والمحبة،
منتمياً بكل ما حواله الى عالم سرمدي موغل في غياهب الكون والفضاء، وامامه ملقى
على تلة متكورة بالاخضرار، جسد فيه شيئاً من الروح ينتظر لان تدب به الحياة،
مسترخياً بشكل لا مبال، لانه لم يعرف بعد معنى تلك القوة العظيمة التي ستمده
بالنور والحياة، في لحظة ما بين العدم والوجود، لحظة انبثاق الحياة! بيد ان نظرة
الاستجداء والتوسل واضحة في ملامح وجهه وتقاسيم سيماءه الهادئة.
فهذا
الجسد البشري الادمي، كلما أمعنا النظر اليه خلنا ان الدماء تسري فيه لاول مرة
لتمده بالحياة، تعطيه رويداً رويداً عنصر الاحساس بالوجود وتربط ما بينه وبين
القدرة الالهية! في بوتقة الوهم المتأصل ما بين الخالق والمخلوق!
ان نظرة
ادم المتوسلة تتجه نحو وجه الجلالة، في استعطاف ورجاء بعطاء منشود، بيد ان وجه
الله المضيء بالحياة والقدرة الأبدية، التي جاءت اصلاً من اعماق ميكلانجلو المعتقة
بالقداسة، نراه يسلط ناظريه على لحظة التماس -لحظة الخلق، كن فيكون، المتجلية
بابسط اجزائه التكوينية المنبعثة من خلال سبابته بواسطة تماس شعاعي غير منظور!
هناك في تكوين هامته جوهر كيانه المشغف بالضوء المتسربل بالوقار، يعطي الإشارة،
يعطي شرارة اللهيب، لهيب الحياة! بصورة أقرب الى صناعة الضوء وانبعاث الخلق من
العدم، كأنه اعماق المبدع ميكلانجلو الذي صنع الهة بقيت خالدة على مدار خمسة قرون
دون ان تدب بها الحياة.
" ان الخيال يغوص
الى الداخل، بحثاً عن الجوهر " وايضاً " ان الخيال، هو اعم المقدرات وأشدها إنسانية،
هو ايضاً مقدرة الفنان الخاصة." فمن خلال المقولتين السابقتين التي وردتا
في كتاب ألكسندر اليوت "افاق الفن" الذي نقله الى العربية الروائي
الفنان جبرا ابراهيم جبرا، نستطيع ان نعي قدرة هذا العملاق الاسطوري في سفره المتوغل
عبر قنوات خياله الإنساني، لاستنباط حالة من الواقعية الكلاسيكية تربط ما بين
الخلق والخالق!
ظلال عشق
أحبيني كما شئت
ودعيني احبك...
كما اشاء
أحبيني ضياءً
أحبيني شعاعاً
أحبيني املاً
او أحبيني رجاء
أحبيني كما شئت
ودعيني احبك...
كما اشاء
أحبيني نبيذًا...
أحبيني خموراً
او أحبيني شذاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق